تعتبر إثيوبيا الوطن الأم لقهوة "أرابيكا", حيث اكتشفت فيها هذه الثمار الصغير ذات النكهات المعقدة لأول مرة في التاريخ البشري لتبدأ من أرض أديس أبابا حكاية ثمرة صغيرة الحجم كبيرة التأثير, لا يستطيع العديد من البشر إكمال يومهم دون شرب كوب واحد منها, ويقوم عليها شركات ومشاريع ضخمة وحتى إقتصاد دولٍ بأكملها قائم على إنتاج هذه الثمرة العجيبة.
تتميز إثيوبيا بتعدد سلالات القهوة فيها وتعقيداتها الكبيرة, حيث يطلق على القهوة الإثيوبية مسمى "إيرلوم" ويعبر هذا المصطلح عن سلالات القهوة الناتجة من إثيوبيا والتي لا يمكن إحصائها ويقدر عدد السلالات فيها ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف سلالة مختلفة, ويغلب عليها إيحاءات العطرية والأعشاب والحمضية.
يعتبر إنتاج القهوة في إثيوبيا إرثاٍ متجذراً في الحضارة الإثيوبية وتستحوذ على النسبة الأكبر من الناتج المحلي في البلد حيث يعمل أكثر من 15 مليون شخص في زراعة البن وتصديره, وتجعلنا هذه الأرقام نستنتج مدى ضخامة المشروع الإثيوبي للقهوة أنها تلعب دوراً هاماً في إقتصاد البلد.
حقائق معرفية:
تعتبر إثيوبيا أحد أكبر مصدري القهوة حول العالم حيث تستحوذ على ما يقارب الـ 5% من الناتج العالمي للقهوة, حيث أنه في دراسة إحصائية أجريت في عام 2012 وجد أنه تم تصدير ما يقارب 8 ملايين كيس (خيشة) قهوة مما يجعلها في المركز الخامس عالمياً في الترتيب بين أكبر الدول المصدرة للقهوة.
في إثيوبيا غالباً ما يصادف موسم حصاد القهوة الربع الأخير من السنة (أكتوبر - نوفمبر - ديسمبر) وتعتمد إعتماداً كبيراً على بن الأرابيكا لتنتج مزارعها أجود المحاصيل وينتج عنها العديد من السلالات التي يطلق عليها مصطلح "إيرلوم" وغالباً ما تعالج المحاصيل طبيعياً أو بالغسل, وترتكز مزارع القهوة في عد من المناطق في إثيوبيا ومن أشهرها" يرقاتشف, سيدامو, حرار, ليمو’ دجيما, ليمبتي, ويلجا, جيمبي, ولكل منطقة منها إيحائات وسلالات وقوام مختلف, يتغير حسب ثقافة كل منطقة.